mercredi 18 novembre 2015

المجالس العلمية بالجامعات التونسية بين الافلاس الوجودي و بين التخبط و البحث عن نفسها ... بقلم : زهير المحجوب





-ــــــ خربشه -ــــــــــ
منذ يومين , سألت أحد الأصدقاء المقربين عن ما ان شارك بالتصويت في انتخابات المجالس العلمية بالمؤسسة الجامعية التي يزاول فيها تعليمه أم لا ... فقال لي كلاما قليلا و لكنه مفعما بصدق المعنى و التحليل, قال لي: لم انتخب ... لقد فرقونا و شتتونا و قاموا بتقسيمنا بين طلبة محافظين و طلبة رجعيين و طلبة حداثيين و طلبة ظلاميين و طلبة ملحدين و طلبة علمانيين و طلبة ثوريين و طلبة انتهازيين و طلبة " متمسحين " على أعتاب الادارة و طلبة رافضين للبيروقراطية ... و " كل يغني على ليلاه " .
قال : قاطعت الانتخابات لأنني لم أرى من هذه المجالس العلمية الا دمارا للجامعة التونسية و أسوارها و حرمتها ...
قال: في العهد الذي كان فيه والدي يدرس بالجامعة كان يحدثني عن الجامعة التونسية الوحدة في النضال و الوحدة في الصف و الوحدة في الكلمة و الوحدة في الاتحاد و الوحدة في السير نحو مستقبل أفضل ...
أما اليوم فأنني لا أرى شيئا مما كان والدي يرويه لي ..
اليوم أرى رهوطا و أنفارا كل يسعى بأن يفوز لنفسه و لا يهمه مصير من هو في حاجة أحق ...
اليوم نرى خورا و فسادا و تجاوزا للقوانيين الترتيبية التي تنظم النظام الدراسي و الاداري الجامعي .. و لا نرى أحدا من الأطراف التي تتنازع على أكبر عدد ممكن من الكراسي في الجامعة تحرك ساكنا ... و هنا أقصد " الاتحادين " المفلسين ...
نراهما يتحركان الا بداية كل سنة جامعية بتلك الخطابات الرنانة عندما يقترب موعد انتخابات المجالس العلمية ..


لماذا لا يسعى كل من " الاتحادين " بيد واحدة و ليس بالتناحر و العداء الذي نراه بينهما أن يجتمعا و يؤسسان لخارطة اصلاح و تحرك و ضغط من أجل انقاذ ما تبقى من الجامعة التونسية؟
لماذا لا يتكلم أي منهما عن ضرب الشهائد الجامعة التي صارت شهادة " غير ربع " ؟؟؟
لماذا لا يتم الضغط من أجل استعادة قوة و بريق الشهائد الوطنية التي تحصل عليها كوادرنا الذين يشرفون من مواقع مختلفة في البلاد ؟؟
لماذا لا يتم الضغط من أجل الاستغناء عن هذا النظام الفاسد الذي أعدم الجامعة التونسية و بريقها أمام العالم و هو نظام " أمد " ؟؟؟
لماذا نراهم دائما يقومون بالتهديد و الوعيد و نصب المشانق على أسوار الجامعة في حالة ما لم تستجب الجامعة الى مطالبهم المادية ؟
ألا تؤمنون بنبل و أهمية الرسالة العلمية ؟؟
ألا يهمكم ان ستتمتع الأجيال القادمة بتعلم جامعي راق أم تعلم هزيل مفلس ؟
اليوم في تونس أصبحت ديكتاتورية الشارع أكثر قبحا و شراسة و جرما من الديكتاتورية التي كانت عليها تونس خلال النظام البائد " الحالي " .. اليوم صار القانون التونسي مثل " العلكة " التي تتشكل مع رغبات " الشارع " و لا يحمل في أنفاسه القوة و الصرامة ... " القانون لا يتعدى الا ان يكون حبرا على ورق. "
منذ أن صار هذا " التحرك الشعبي " و الذي يسمونه اليوم " ثورة " أصبحنا نرى الفساد يسير على الاقدام في الجامعة و في الادارة و في الشارع و ...
نرجع لموضوعي " الجامعة التونسية ليست ملكا لأحد ... الجامعة التونسية هي تونس بمختلف أطيافها و توجهاتها .. لذلك يجب التأكيد على ضرورة التعايش السلمي القائم على الحوار و التكامل في الأفكار .. و ليس الاحتكار و نكران الطرف المقابل و الاعتراف الا بالأنا ... " .
ارتقوا الى ما وصلت اليه الجامعات في أوروبا و الغرب .. الجامعات هي مؤسسات علم و حوار و اجتماع و ثقافة و تأسيس للأفضل ... " موش تخوين و سب " كما أرى هذا منتشرا في الأوساط الجامعية بين الطلبة المفتقرين الى أبسط أسس التعايش و التكامل " .
( تحرير: زهير المحجوب )

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire