mercredi 17 septembre 2014

نفور الأطفال من الدراسة: مختصّون في علم النفس يشرحون الأسباب ويقترحون الحلول


يواجه بعض الأولياء صعوبة في إقناع أطفالهم بالمداومة على الدراسة ويحاولون ذلك مرارا وتكرارا بلا فائدة.  كما يبدي  بعض التلاميذ الجدد نفورا من مقاعد الدراسة  خاصة لما  يفشل أول لقاءاتهم بالمعلم وهو ما يؤشر عن  فشل سنة دراسية برمتها. وحتى يجابه الأولياء فشل أبنائهم  في الدراسة وحتى يرغبوهم أكثر في التعامل مع المؤسسة التربوية تحدثت «التونسية» إلى مختصين في العلوم 
النفسية شرحا  أسباب هذه الظاهرة واقترحا الحلول



أكد السيد كمال عبد الحق أخصائي نفسي أن ظاهرة نفور التلاميذ من المدرسة تعود إلى الضغط النفسي الذي يعيشه الأولياء يوميا في البيت أو الشارع والذي ينقلوه بطريقة غير مباشرة إلى الأطفال وهو ما يؤثر سلبا على نفسيتهم ويجعلهم يعيشون تشنجا دائما  فيرفضون تقبل المعلومة بسهولة ويهجرون الدروس ليرتموا في أحضان التلفزة والانترنات
وينصح عبد الحق بضرورة تنظيم أوقات نوم الأطفال وأكلهم والمساحات الزمنية المخصصة للعب وفترات المراجعة مشيرا إلى أن النظام المعتمد في  البيت أساسي في نحت شخصية الطفل. وحتى لا يكون عنيدا ينصح كمال عبد الحق الولي بضرورة التحدث إلى طفله وإقناعه بالرأي الصحيح وحرمانه من بعض الأشياء المحببة إلى نفسه إن لزم الأمر. وشدد أخصائي علم النفس على ضرورة تحديد وقت معين لمشاهدة التلفاز ومراقبة الطفل أثناء زيارته لمواقع الانترنت وعدم ترك الحبل على الغارب إذا اعتبرنا ان هناك أولياء يتركون أبناءهم أمام هذه الوسائل الاتصالية لساعات متأخرة من الليل
وقال عبد الحق : «هناك من الأطفال من لا يعي مفهوم التعلم ولا يعرف قيمة المدرسة فتجده حالما يدخل البيت يلقي المحفظة على الأرض وينزل إلى الشارع ولا يهتم بتاتا بدروسه وهذا النوع من الأطفال وجب التعامل معه بحزم وبسياسة الانضباط» 
من جانبه ينصح عماد الرقيق مختص في علم النفس الأولياء بمرافقة أبنائهم إلى المدرسة وهو ما يشعرهم بالأمان والاطمئنان و يرسخ لديهم الإحساس بالثقة في النفس لاعتبارهم أن «شخصا مسؤولا» مهتم بهم ومنتبه إليهم . كما يؤكد الرقيق على ضرورة التعاون بين الأولياء والإطار التربوي في سبيل ترغيب الطفل في الدراسة وضرورة التآزر بين الطرفين لتحقيق الهدف المنشود 
وقال الرقيق انه يمكن بواسطة سلوكات بسيطة جعل التلميذ مواظبا على الدراسة من ذلك التدرج في المراجعة اليومية من المراجعة البسيطة إلى المراجعة المركزة والتفقد اليومي للمحفظة والحرص على أن تحوي كل اللوازم المدرسية إضافة إلى مراقبة الهندام . وأضاف الرقيق أن تفقد الولي لمحفظة ابنه أمر ضروري  حتى ولو كان الولي لا يحسن القراءة أو الكتابة مشيرا إلى أن هذه السلوكات مصيرية في حياة التلميذ بالرغم من بساطتها لأنها تجنبه ما يسمى " الديكروشاج " فالتلميذ حسب رأيه لو انقطع عن الدراسة لمدة تزيد عن 15 يوما لن يستطيع مواكبة الدروس وبالتالي تحدث القطيعة بينه وبين المؤسسة التربوية
وعن استعمال وسائل الاتصال الحديثة لساعات متأخرة من الليل قال الرقيق : «إن ذلك يسبب قلة التركيز في القسم ويساهم في تشتيت تفكير التلميذ نظرا لعدم تمتعه بساعات كافية من النوم» ونصح الرقيق  بألا يمكث التلميذ أمام الحاسوب لأكثر من ساعة. كما نصح الأطفال كثيري الحركة  والنشاط بضرورة ممارسة أي نوع من الرياضة من أجل تبديد طاقاتهم الزائدة 

المصدر : جريدة  التونسية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire