lundi 8 septembre 2014

العنف في المدرسة : اصدار للمركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية

تم مؤخرا تنظيم امسية فكرية تربوية ببيت الحكمة بقرطاج  تم خلالها تقديم كتاب بعنوان "العنف في المدرسة " تم انجازه بالمركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية التابع لوزارة التربية بمشاركة ثلة من الباحثين والخبراء في مجال علم الاجتماع وعلم نفس التربية والمرشدين المتميزين في الإعلام والتوجيه.
وتطرق هذا الإصدار الذي اشرف عليه الدكتور عبد الوهاب المحجوب المختص في علم النفس الاجتماعي والناشط صلب المعهد العالي للعلوم الإنسانية، إلى مختلف المرجعيات النظرية العصرية والمنهجيات العلمية في التعامل مع ظاهرة العنف في المدرسة.
وركزت هذه الدارسة على ضبط الخصائص الشخصية للتلاميذ ذوي الاضطرابات السلوكية وتحديد خصائص عائلاتهم والسياق الاجتماعي للمدرسة. كما تناولت الدراسة ظاهرة العنف باعتبارها مبحثا علميا معمقا وهو ما يمكن من التعرف على مختلف جوانبها وتحليلها في ضوء التحولات الاجتماعية وانعكاسات هذه التحولات على واقع المدرسة.

يذكر ان الباحثين وضعوا خطة عمل تقوم على إرساء قاعدة معطيات لمتابعة حالات من العنف بمختلف تجلياتها. وتتمثل هذه الخطة بالخصوص في القيام بمسح شامل يمتد على ثلاث سنوات من 2000 إلى 2003 يخص 138566  حالة تم رفتهم من المدارس والمعاهد.
كما تتضمن خطة العمل إجراء تحقيقات ميدانية تستهدف كافة الأطراف التربوية من تلاميذ ومدرسين وإطار إداري وأولياء إلى جانب دراسة تقارير الإحالة على مجالس التربية المتعلقة بحالات العنف.
وتم اختيار العينات بالاعتماد على التوزيع الجغرافي وطبيعة المنطقة ونوعية المؤسسة ووضعية المؤسسة ومتغير الجنس بالنسبة للأولياء.
وشملت تقنية الاستبيان المعتمدة في البحث 5096 تلميذا من الجنسين و174 مدرسا ومدرسة و116 مؤطرا و68 مديرا ومديرة إلى جانب ضبط 48 مجموعة من الأولياء والتلاميذ المعاقبين بالرفت وعينة من التلاميذ المحالين على مجلس التربية.
وأفضى تحليل نتائج مختلف الدراسات المنجزة في هذا البحث الميداني إلى وضع خطة استراتيجية وقائية علاجية للتعامل مع هذه الظاهرة، سيتم تضمينها في القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي وفي الأمر المتعلق بتنظيم الحياة المدرسية وبمجلة حقوق الطفل.
وتشمل إجراءات التدخل للوقاية من السلوكات المنافية لقواعد الحياة المدرسية بالخصوص التلاميذ وفريق التسيير الإداري والتأطير التربوي والمدرس والولي والمؤسسات التربوية والهياكل المعنية.
وأبرز السيد وزير التربية، بالمناسبة، ان الوزارة عملت على ضبط مجموعة من التوجهات الكبرى لتطويق هذه الظاهرة من خلال تعزيز القدرات المؤسساتية والإدارية للمعاهد والمدارس ومزيد الاعتناء بتأهيل المتدخلين في المؤسسة التربوية وإرساء منظومة إعلامية فاعلة وإجراء تقييمات وظيفية لأداء المؤسسات التربوية .
وأكد ان معالجة ظاهرة العنف في الوسط المدرسي لا ينبغي ان تقتصر فقط على جهود وزارة التربية أو تخضع إلى اجتهادات فردية بل تستدعي إتاحة الفرصة لمختلف شركاء المدرسة من نقابات وأطراف اجتماعية ووسائل إعلام من أجل تعميق التفكير وتوسيع نطاق الحوار والتدخل في مستوى الوقاية والتأطير والعلاج .
وأضاف ان الوزارة ستعمل على تدعيم خلايا الإصغاء الموجودة بالمؤسسات التربوية وتجهيزها وعلى توفير الموارد البشرية المؤهلة لإدارتها إلى جانب وضع خطة تقوم على الإعلام والتربية والتواصل توجه إلى التلاميذ والأولياء والجمعيات وكل المتدخلين في العملية التربوية.
كما سيتم توجيه أنشطة النوادي الثقافية والرياضية والفنية في اتجاه ترسيخ ثقافة اللاعنف والحوار .
وقال إن هذا الكتاب يعد إضافة مهمة في الحقل الأكاديمي والمعرفي  والتربوي باعتباره احتوى على خارطة دقيقة للعنف المدرسي  في المؤسسة التربوية ولم يكتف بعرض الإحصاء الوصفي بل تجاوزه إلى اعتماد المنهج الكمي والكيفي .

المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire